شكلت الأجواء الأخوية التي جمعت الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي في احتفالات بطولة كأس العرب التي تحضتنها قطر، علامة فارقة في مساهمة الحدث الكروي في تقريب الجماهير وتقديم وصلات مشتركة ساهمت في تعزيز التضامن العربي بين الأشقاء.
ولفت ملتقى الجاليات المغاربية بـ”الجسرة” في قلب العاصمة القطرية الدوحة، الأنظار لأجواء الأخوة والوحدة التي ميزت الاحتفالية التي نظمها أبناء الجاليات في مبادرة لاقت استحساناً منقطع النظير.
وشهد نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، افتتاحَ ملتقى الجاليات المغاربية بالتعاون مع الجاليات الجزائرية والمغربية والتونسية في قطر، بحضور إبراهيم الجيدة، رئيس مجلس الإدارة، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة.
وتميز اللقاء بحضور سفراء الجزائر والمغرب وتونس جنباً إلى جنب مع جماهير تلك البلدان، والاحتفال سوية بهذا الحدث الكروي الذي تحول لمصدر وحدة وإخاء الشعوب العربية بعيداً عن السياسة ودهاليزها، والخلافات الظرفية.
وجاءت المبادرة بتنسيق من أفراد الجاليات وأمهات طلبة المدرسة المغاربية ومحاولاتهم إبراز ما يوحد الشعوب المغاربية، وتبرز انفتاحها على أشقائها في كل مكان.
واشتملت الفعاليات المقرّر لها أن تواصل أنشطتها الجمعة، حتى موعد المباراة الفاصلة التي تجمع المنتخبين الجزائري والمغربي في دور الربع نهائي من بطولة العرب، على عروض موسيقية وغنائية ومعارض للأزياء التقليدية والتراثية ونماذج من ثقافة الطعام.
ويعكس الملتقى الذي نظم في سوق واقف ومحيطه، غنى وتنوّع المطبخ المغاربي ومكونه الحضاري، وتمكّن الجمهور الحاضر من الاطلاع عن قرب على أدق تفاصيل ثقافات المجتمعات المشاركة بتقاليدها من خلال إبراز ما يعكس شخصية كل منها في النسيج الاجتماعي والثقافي.
وقدمت الجاليتان المغربية والجزائرية، مجموعة من الفعاليات التي نالت استحسان الحضور، وتمثلت في وصلات موسيقية تضمنت التراث الموسيقي المغربي الحساني، والأندلسي، والغرناطي والأمازيغي والعربي، والحوزي الجزائري، كما قدمت فرقة تراثية بعض الرقصات الاحتفالية، فضلا عن تقديم عروض تعكس تنوّع الموسيقى المغاربية.
وظهرت في الاحتفالات الأزياء التراثية والمشغولات والحرف اليدوية والزينة وعرض لثقافة الطعام المغاربية بمناطقها وتنوعها، من تونس والجزائر، والمغرب جنباً إلى جنب.
وتمازجت الأزياء الجزائرية والمغربية والتونسية، وبعض الشعوب المغاربية الأخرى مثل الموريتانية والليبية، في وقفات مشتركة، عززت الوحدة التي تجمع سكان هذه الدول.
وتكمن أهمية هذا الملتقى المغاربي في ظل استضافة قطر فعاليات مونديال العرب 2021، ما يتيح فرصة واسعة لإطلاع زوار قطر على جماليات الفنون والتراث، والترويج لقطر كوجهة سياحية.
وأشاد أبناء الدول المشاركة في الملتقى بالأجواء الطيبة والروح الإيجابية التي ميزت الحدث، وكيف أن قطر ساهمت في إذابة جليد الخلافات الطافية على السطح، لتبرز الوحدة والتشابه في كل الموروث.